مفاهيم كتابية

لاشك أننا كثيراً ما نتخبط في حياتنا الروحية لمفاهيم خاطئة تكونت في أذهاننا ولذلك نسعى من خلال سلسلة مفاهيم كتابية طرح المفاهيم الروحية بصورة كتابية معاصرة عربية تتخذ من الحق الكتابي قاعدة لها.

انت هنا / مفاهيم كتابية / المسيح في التوراة الجزء الأول - من سفر التكوين وحتى سفر نشيد الأنشاد

المسيح في التوراة الجزء الأول - من سفر التكوين وحتى سفر نشيد الأنشاد

الكاتب: سمير حسني مرجان
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

في الواقع أن يسوع المسيح مخلص العالم هو المحور المركزي للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ولا يمكن فهم الكتاب بدون التمركز حول المحور، فكل الأسفار تتحدث عن المسيح: فلا يمكن أن نشرح أي سفر بطريقة تتعارض مع شخصية المسيح وعمله وعندما نتمعن في صفحات الكتاب المقدس والإشارات والحوادث الكثيرة التي تدور حول شخص سيأتي ليخلص العالم من الخطيئة. نجد إن"العهد القديم" كان يمهد السبيل إلى هذا المجيء المنتظر من خلال نبواته وأمثلته ورموزه المتعددة، ففي الإصحاح الثالث من سفر التكوين يبدأ الله بإعلان خطة الخلاص للبشرية عندما وعد حواء في جنة عدن بأن من نسلها سوف يولد مخلص يسحق رأس الحية (الشيطان) والحية سوف تسحق عقبه، وهذا الأمر مخالف لنواميس الطبيعة حسب المفهوم البشري إذ لا يوجد شخص في الوجود يمكن أن ندعوه نسل المرأة سوى يسوع المسيح.


فكل كائن بشري مولود من زرع رجل، ولكن المسيح وحده الذي ولد من نسل المرأة إذ لم يكن له أب بشري.


فعندما سمعت حواء هذا الحكم من الله في جنة عدن ظنت أن ابنها البكر هو الذي سوف يسحق رأس الحية لذلك دعت اسمه قايين لكن قايين كان من نسل الرجل أي آدم وليس من الرب وبعد ذلك استمرت أجراس النبوات في العهد القديم تقرع معلنة أن الشخص الموعود سوف يولد من ذرية إبراهيم.

وقد استمر تأكيد هذا الوعد لــــ أسحق ابن إبراهيم، ثم ليعقوب ابن اسحق الذي كان له أثنى عشر ولداً. وقبل وفاة يعقوب جمع أولاده وباركهم وتنبأ أن أبنه يهوذا هو الذي سوف يأتي منه الشخص الموعود به، وتستمر صيحات وأصداء هذه النبوة ترن في العهد القديم معلنة أن هذا المخلص سيولد من عذراء، وتمر السنون تلو السنون الصوت لايزال يدوي ولكن النبوة تكشف أبعاداً وتفاصيل جديدة عن هذا المخلص الذي تنتظره الأجيال سوف يولد في بيت لحم اليهودية وعندما نصل في قراءتنا لسفر إشعياء نجده كتب عن موت المسيح قبل حدوثه بسبعمائة عام.
وبعد إتمام كل النبوات وكل ما كتب عنه صعد يسوع إلى السماء، والآن تنتظر البشرية جميعها مجيئة المبارك لكي يتمم كل بقية النبوات ويختطف المؤمنين ويقيم ملكوته. لقد حفظ كلمته وتمم كل النبوات السابقة ونحن الآن نتوقع إتمام بقية النبوات.


وخلال كتاب المسيح في التوراه يأخذنا المؤلف في رحلة إلى أعماق الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، لكي يتيح لنا أن نتطلع إلى الشهادات التي قدمها أنبياء العهد القديم عن هذا المخلص العجيب وكيف تمت هذه النبوات في العهد الجديد.


وخلال هذه الرحلة يتناول المؤلف رموز السيد المسيح في العهد القديم


أولاً: وقبل كل شئ في معنى الرمز أو المشبه والمشبه به إنهما يتشابهان في نقطة أو أكثر وليس في كل شئ.
1ــــ الشخصيات هناك شخصيات كثيرة في العهد القديم سمح الرب أن تكون رمزاً للسيد المسيح من بعض الأوجه.
2ــــ الذبائح
3ـــــ الأعياد وقد تحققت في المسيح كل الأعياد الكهنوتية اليهودية.
4ـــــ أحداثاً تاريخية
5ـــــ نبوات العهد القديم التي تحققت في حياة المسيح تثبت أن هو المسيا، ومرتبة حسب ترتيب الآيات بالعهد القديم وإتمام (تحقق) هذه النبوة بالعهد الجديد وتشمل إلى:
1) نبوات عن مجيئه وميلاده. 2) نبوات عن طبيعته.
3) نبوات عن خدمته. 4) نبوات تمت في يوم واحد.
5) نبوات عن أحداث بعد دفنه. 6) نبوات عن ملكوت المسيح الأبدي.


وعندما ندرس النبوات نجد أن مجموعة من النبوات تمت في يوم واحد وعددها تسع وعشرون نبوة من نبوات العهد القديم عن تسليم المسيح ومحاكمته وموته ودفنه، وهذه النبوات تكلم بها أنبياء مختلفون على مدى خمسة قرون من 1000ــــــ 500 ق.م وتحققت جميعها في يسوع خلال أربع وعشرين ساعة من الزمان.


ومما يلفت الانتباه أن تسعة وأربعون نبوة قد تحققت في صلب المسيح وقيامته.


أهمية النبوة
1ــــ تدل على إن هناك فكر إلهي واحد للعهدين القديم والجديد.
2ــــ تثبت حقيقة الله.
3ــــ تبرهن على إلوهية يسوع.
4ــــ تثبت وحي الكتاب المقدس.


أهداف النبوة
1ــــ هدفها الأول أن توضح أن الله هو الإله الحقيقي، صاحب المعرفة الشاملة.
2ـــــ الهدف الثاني فهو أن كل الأشياء خاضعة للإرادة الإلهية.
3ـــــ أما الهدف الثالث فهو التعريف بالمسيا حين يجئ، لأن فيه تتحقق النبوات.
شهادة المسيح للأسفار المقدسة


الشواهد الكتابية:
"لأنكم لو كنتم تصدقون موسى ... كتب عني" (يوحنا5:46)
"فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟" (متى45:22)


بموجب هذه الآيات لنا الحق أن نبحث عن المسيح في أسفار العهد القديم ونثبتها فإن الذين يؤمنون بالمسيح كإله كما يؤمنون به كإنسان، يرون في تصريحاته هذه برهاناً على صحة ما أشار إليه. مثال ذلك أن يسوع لم يقل "....إبراهيم تهلل بأن يرى يومي...." لو كانت سيرة إبراهيم حديث خرافة؛ ولا كان يقول:"موسى كتب عني" لو كانت أسفار موسى كتبت بعده بمئات من السنين؛ ولا كان يقتبس تلك الآية الدالة على ربوبيته من (مزمور110)،"قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك".


وقد لام الفريسيين على التقاليد التي أنزلوها منزلة شريعة موسى قائلاً لهم"مبطلين كلام الله..." (مرقس13:7). وقال للأبرص:"فقال له يسوع: انظر أن لا تقول لأحد بل اذهب أر نفسك للكاهن، وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم" (متى4:8).


لما شرع المسيح في خدمته الجهارية في مجمع الناصرة مستخدماً أقوال إشعياء النبي، ومن بين الكلمات السبع التي نطق بها على الصليب ثلاث مقتبسة من الكتاب؛ وقد أسلم الروح وإحدى هذه الكلمات على لسانه.


ولعل أعظم شهادة شهد بها لأسفار العهد القديم كانت بعد قيامته من الأموات ففي يوم القيامة ذاته قال للتلميذين المنطلقين إلى عمواس"أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟" ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا24 : 25ـــــ27).


وعلى هذا الأساس يتناول الكاتب دراسة شاملة للأسفار من سفر التكوين وحتى نشيد الأنشاد والتي تشمل:
ـــــــ المسيح في أسفار موسى.
ــــــــ المسيح في الأسفار التاريخية.
ــــــ المسيح في الأسفار الشعرية.
وخلال كل سفر يتناول الكاتب :
1) عنوان السفر
2) ظهورات الله خلال السفر
3) الشخصيات التي ترمز للمسيح
4) الذبائح التي ترمز للمسيح
5) النبوات التي تنبأت عن المسيح وكيف تحققت في العهد الجديد.

للتحميل والقراءة   
 
المسيح في التوراة الجزء الأول - من سفر التكوين وحتى سفر نشيد الأنشاد
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.