مفاهيم كتابية

لاشك أننا كثيراً ما نتخبط في حياتنا الروحية لمفاهيم خاطئة تكونت في أذهاننا ولذلك نسعى من خلال سلسلة مفاهيم كتابية طرح المفاهيم الروحية بصورة كتابية معاصرة عربية تتخذ من الحق الكتابي قاعدة لها.

انت هنا / مفاهيم كتابية / الصليب وقصده الكوني

الصليب وقصده الكوني

الكاتب: القس فيليب معزوز
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

أن حقيقة صليب المسيح هي أعظم الحقائق على الإطلاق بل هي قصد كل الوحي المقدس ومركز الإيمان الإنجيلي ومحور عجلة التاريخ البشري ولأجلها تأسس الكون كله فهي بالتحديد أغلى معنى في هذا الوجود الذي فيه تألم الله لأجل خطية الإنسان مفتدياً إياه لكي يصنع منه كنيسة طاهرة مقدسة تساكنه المجد الأبدي.
ولأن قصة الصليب هي محور إيماننا المسيحي ومصدر خلاصنا الأبدي فكان لابد لنا أن نولي أهتماماً كبيراً بالكشف عن كافة الجوانب المتعلقة بها، وهذا ما يحاول القس/ فيليب معزوز أن يكشفه خلال رحلته في كتابه من القطع المتوسط وهو مُقسم لأربعة أبواب على النحو التالي:ــــــــ


الباب الأول: جذور الصليب الأزلية
يرى الكاتب أنه حتى نفهم جذور الصليب الأزلية لابد من الخوض في بعض المفاهيم المرتبطة ببداية الخليقة والتي لابد من طرحها بنوع من التدقيق والدراسة الكتابية وهي:
ـــــ خلق الإنسان وما قبل السقوط ـــــــــ أصل الشيطان ودوره ــــــــ عجز أعمال الإنسان عن تغطية خطاياه أمام عدالة الله ـــــــ عهود الله قبل ملء الزمان (أي قبل التجسد) ـــــــ الله القدوس وغضبه على الخطية ــــــ الصليب في فكر محبة الله الأزلية ــــــــ الصليب في إشارات ونبوات العهد القديم


ثم يشير الكاتب إلى حقيقة الصليب فيقول:" أن المقصود بالصليب ليس هو الخشبة التي عُلق عليها المسيح في ذاتها بل صليب المسيح هو المذبح الذي ذبح عليه المسيح وهذا المذبح هو المسيح نفسه لأنه هو الذبيحة والمذبح والكاهن الذي نشبع به روحياً عند قبوله بالنعمة والإيمان لذلك فهو وليمة كل مؤمن حقيقي فلم يكن اهتمام كتاب العهد الجديد بصليب المسيح ينصب أساساً على الناحية التاريخية (الصليب من حيث مادته إن كان خشباً أو خلافه، أو كألة إعدام من حيث مصدرها التاريخي، أو تقديسه في ذات مادته) بل تركز اهتمامهم على الناحية الروحية الكفارية الأبدية لموت الرب يسوع المسيح ابن الله، وقد أستخدم كتاب العهد الجديد كلمة الصليب كتعبير موجز عن إنجيل الخلاص وهو موت المسيح نفسه" وفي سياق الحديث عن حقيقة الصليب نجد الكاتب

يتطرق لتناول موضوع جوهر الصليب في ملء الزمان الذي هو موضوع الباب الثاني والذي خلاله يتناول التالي:
ـــــــ معان هامة حول شخص الفادي . ـــــــــ تفسير حقيقة الصليب . ــــــــ صليب نعمة الله تعانق فيه العدل مع الرحمة . ـــــــــ العهد في نور الصليب . ـــــــــ الناموس في نور الصليب .


أما عن تأثيرات الصليب الأبدية الذي هو موضوع الباب الثالث فخلال هذا الباب يتطرق الكاتب لأهم البركات التي يحصل عليها المؤمن من خلال قبوله لعمل الصليب في حياته وخلاص المسيح والتي تتمثل في:


أولاً: الفداء: حيث يحمل الفداء المعنى الشامل الذي يجمع التجديد والتبرير والتبني والتقديس والقيامة، والفداء هو إطلاق سراح الأسير وتحريره من الخطية والدمار والموت الذي أصابه .
ومن أهم معاني فداء المسيح على الصليب:
1ـــــ أحبنا المسيح وتراءف علينا 2ـــــ رأى المسيح عجزنا عن إنقاذ نفوسنا 3ـــــ دفع المسيح الثمن بأن صار الفدية بالنيابة عنا 4ـــــ الثمن الذي دفعه المسيح هو دمه الثمين (الدم الإلهي) وبه افتدانا فداء أبديا 5ــــــ الثمن الذي دفعه المسيح أوفى مطاليب الناموس وبالتالي انتزاع قوة الخطية


ثانياً: الكفارة: يقول الوحي المقدس:"متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة" (في اليونانية هيلاستريون وتعني أي ترضيه أو استرضاء) بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله .


ثالثاً: التبرير: هو فعل نعمة الله المجانية الذي به يغفر الخطايا جميعها .


رابعاً: المصالحة: هي التوفيق بين طرفين وإعادة العلاقة الصحيحة بينهما وإن كان التبرير هو البراءة القضائية أمام محكمة عدل الله فالمصالحة هي عودة علاقتنا الشخصية مع الله كأب.


خامساً: التبني: ومن أهم امتيازات التبني :
1ــــــ التخلص من كل تبعات الأسرة القديمة(أسرة آدم الأول). 2ـــــــ إدراك حقيقة اختيار الله الإزلي للمؤمن المتبني . 3ــــــ التمتع بروح التبني (الروح القدس كختم وضمان للتبني) . 4ـــــ قيادة الله للمؤمن المتبني بالروح القدس وتعزية وتأديبه . 5ــــــ التمتع بالضمان الأبدي ونوال الميراث المحفوظ .


سادساً: الاغتسال: المعنى الأول للاغتسال هو الاغتسال التام يتم مرة واحدة على أساس سفك دم الرب يسوع على الصليب ، أما المعنى الثاني للاغتسال هو اغتسال جزئي يتكرر طوال فترة وجود المؤمن في هذه البرية لأنه معرض للتلوث لهذا يحتاج إلى تنقية مستمرة بسبب احتكاكه اليومي بالعالم وهذه التنقية ليست حرفية بل هي عمل إلهي تام يقوم به المسيح بنفسة مستخدماً كلمته فينا لغسل نفوسنا.


سابعاً: كهنوت المسيح وشفاعته:أقر الله النظام الكهنوتي منذ البداية عندما أعلن لشعبه أن يكونوا له مملكة كهنة وأمة مقدسة، وقد رتب الله للشعب اليهودي قديماً هذا الكهنوت الطقسي بصفة مؤقتة لأنه لم يكن مصحوباً بقسم من الله بأنه سيبقى أو سيثبت :
ـــــــ ارتبط بالمسكن الأرضي وبزوال المسكن انتهى الكهنوت الطقسي . ـــــــ ارتبط بناموس وصية جسدية (طقوس بشرية) . ــــــــ ارتبط بتقديم ذبائح حيوانية لا تنزع الخطية . ــــــــ قام عليه رؤساء كهنة ضعفاء مُنعوا بالموت عن البقاء . ــــــــــ لم يكن كهنوت مصحوباً بالملك . ذبيحة المسيح هي ذبيحة مشورات الله الأزلية حيث: ــــــــ أبطلت الخطية للأبد أمام الله . ــــــــ بها تبرر الخطاة أمام الله . ـــــــــ أعطت المقدسين فداء أبدياً . ــــــــ بتقديمها جلس المسيح للأبد عن يمين الله . ـــــــــ بهذه الذبيحة أقسم الله على كهنوت المسيح لتثبيته .


ثامناً: التقديس : الجدير بالملاحظة في هذا السدد هو أن التقديس إختبارياً عمل مستمر وغير مكتمل في هذه الحياة ولكنه يكتمل بلبس جسد القيامة الممجد .


تاسعاً: الدخول إلى محضر الله (السجود الحقيقي) :يعرض لنا المؤلف جانب هام جداً في الحياة الروحية الخاصة بالمؤمن وهو السجود من خلال صليب المسيح.


عاشراً: الانتصار على الشيطان وجنوده: فالمؤمنون بالمسيح الآن لا يسعون ليصلوا إلى الانتصار ولكنهم يسعون من داخل وواقع انتصارهم الذي سبق وصنعه المسيح بعظمة واقتدار في صليب الجلجثة، وفي عظمة هذا الانتصار صار المؤمن عضواً في جسد المسيح أي لحماً من لحمه وعظماً من عظامه وهو يحيا الآن في قوة قيامة المسيح .


ثم يختتم الكاتب هذا الجزء بالحديث عن: تأثيرات داخل النفس لحقيقة صليب المسيح، بركات انسكاب الروح القدس على الكنيسة في يوم الخمسين، الأخرويات المرتبطة بحقيقة صليب المسيح.
وفي ختام هذه الدراسة المفصلة يقدم لنا الكاتب مقتطفات حول الصليب الذي هو موضوع الباب الرابع ومن بين هذه المقتطفات نذكر:


أهم وآخر كلمة قالها الرب يسوع على الصليب، حمل الصليب جوهر التلمذة ، كيف نحمل الصليب ، لماذا يريد منا الله أن نحمل الصليب؟ موت حبة الحنطة ، التناقض الظاهري ، كور المشقة ، يسوع الإله ذو الندوب.

للتحميل والقراءة   
 
الصليب وقصده الكوني
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.