شعر و ادب

انت هنا / شعر و ادب / حبة حنطة

حبة حنطة

الكاتب: شادي جورج
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

 حرقولى الدكان


فى اليوم
اللى حرقوا فيه البيوت
والكنايس والمدارس
آنى كمان اتحرقلى الدكان
حرقوه قدام عينى
قوتى
وقوت عيالى
ولقمة عيشى
وكل رسمالى
اتحرق ف هفة زمان

حرقوه بكل اللى فيه
كام علبة بسكويت
على كرتونة كراتيه
وقزازتين زيت
وقروصتين كبريت
بس مافيش
سجاير عشان
عمرى مابعت دخان
كنت أقول
الدخان يحرق صدور الناس
فقم يجوا هم يحرقولى الدكان
وتلاجة الكاكولا ساحت
والشنطة اللى أشتريتها للواد
لسنة أولى
شاطت
و كمان
كيسين ليف مواعين
وحقاق زهرة غسيل
وكام علبة مناديل ورق
والميزان بالكفوف
وحتى الرفوف
أهو كله أتحرق
ولا عاد شى فاضل ولا حتى يبان
طب ليه طب ليه يحرقوه
كنت آنى ولا هو عملهم إيه
قالوا عشان مكتوب أسمك عليه
سمعان
وآنى مابعرفش اكتب
الواد ولدى اللى فى رابعة
أبتدائى كان كتب ع الحيط
بصباع ألوان
بقالة عم سمعان
وآنى بصراحة بكتابته كنت فرحان
فحرقوه
وآنى ماسمتيش روحى
بس آبوى قاللى زمان
سمناك سمعان
عشان ده أسم واحد
من تلاميذ المسيح
وآنى أطول يبقى أسمى
زى تلاميذ المسيح
كان عاجبنى سمعان
قالوا يمكن عشان أنت داقق عليه
صليب تبقى زى مابيقولوا صليبى
وآنى باقول ياناس
أنى مش صليبى
دا علامةالخشبة اللى مات عليها
حبيبى
هو أنتو مش عايزينى أحب كمان

عارفين لو شفتوهم
كانوا كيف بيحرقوه
مش هاتصدقوا اللى بتشوفوه
ناس غير الناس
ناس غير الناس
حد سايقهم وبيحركهم
لاليهم عقل ولاقلب
حد سايقهم بس مش إنسان

قالوا دى حكاية كبيرة
وراها فلوس كتيرة
ودول برة وست سفيرة
هى الست السفيرة قالتلهم يحرقوا
قوت العيال
أقولكم قولوا للسفيرة
من يوم ما أتحرق المحل
ولحد الآن
لا أنى ولا حد من ولدى بات جعان
أبونا قاللى
دكانك والكنيسة بقوا شى واحد
واللى أتحرق منيهم زى بخور الصلا
طالع لفوق
للى فوق
واللى فوق شايف
وهو الديان
وقاللى ماتنساش
حبيبك المسيح
من فوق الصليب
اللى عليه علقوه
عشان يموتوه
من فوق صليب الموت
طلب للى بيقتلوه الغفران
ماتنساش
افتكرت والكلمة شجعتنى
وحكاية بخور الصلا دا عجبتنى
ورفعت عينى لفوق
وقلت
أنت شايف أنت حبتنى
ومابخلتش علىّ بأبنك وفديتنى
فآنى ومرتى وولدى ودكانى فداك

حبة حنطة
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.