المشورة

عندما تتزايد الضغوط وتتكاثر المشاكل ويشعر الإنسان بالحاجة لمن يقف إلى جواره يستمع إليه.... يفهمه.... يشاركه مشكلته ويُسدي له النصيحة المخلصة فربما تكون تلك النصيحة هي الشمعة التي تُنير الطريق وسط ظروف الحياة القاسية وظلمة الطريق فتُغير القرار فهذا ما نحاول تحقيقه من خلال سلسلة دراسات في المشورة.

انت هنا / المشورة / خايف من إيه

خايف من إيه

الكاتب: د/ مجدي يوسف
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

خلق الله الإنسان وداخله غريزة البقاء . تلك الغريزة التي تجعله يخاف من الحيوانات المفترسة فيهرب منها حتى لا تؤذيه . ولولا ذلك الخوف الذي وضعه الله في الإنسان ما كان أحد من أجدادنا نجا من الافتراس . ولكن أهم أسباب الخوف المرضي هو الجهل بطبيعة الشئ الذي نخاف منه فالذي يخاف الظلام يخافه لأنه لا يعرف ما قد يواجهه هناك . ومن أكثر المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالشجاعة هي الاعتقاد بأن الشجاعة هي عدم الشعور بالخوف وهذا غير صحيح . فالشجاعة ليست هي عدم الشعور بالخوف وإنما الشجاعة هي أن تظل تسير للأمام حتى وإن كنت خائفاً . فالخوف يدفعك للتوقف والشجاعة تدفعك للإستمرار .


لذلك يتناول د/ مجدي يوسف موضوع الخوف من خلال كتاب خايف من إيه ؟ والذي يبلغ 180 ورقة من القطع المتوسط ، وخلال صفحات الكتاب يتناول الكاتب الكثير من الجوانب الخاصة بموضوع الخوف أملا ً في أن يعرف القارئ الطريق للتخلص من هذا الفيروس الذي أفسد حياة كثيرين بل وشكل كثير من القرارات الخاطئة بل والمدمرة لكثير من الأفراد والأسر.

من خلال كتاب خايف من إيه؟؟ نستطيع التعرف على تعريف ظاهرة الخوف : فيقول الكاتب "عرف علماء النفس الخوف بأنه قلق نفسي ، لا يخضع للعقل ، يساور المرء بصورة جامحة في شكل رهبة في النفس زائدة عن المألوف تصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها . وقد اختلف علماء النفس القدامى مع علم النفس الحديث حول ماهية الخوف ، فالقدامى اعتبروه غريزة إنسانية ، بينما يتحدث علم النفس الحديث عنه كميل فطري ، له وظيفة حيوية هي حماية الإنسان من عوامل التهديد والخطر" .


إذن فالخوف في الغالب هو عبارة عن موقف ما .. مادي أو معنوي ، يتحول بعدها إلى مصدر للخوف بطريقة لا إرادية يعقبها حالة استسلام . كذلك يُجيب د/ مجدي عن التساؤل : هل الخوف مرض نفسي ؟ ، أيضا ً الخوف ودوره في تكوين شخصية الإنسان ، ومصادر الخوف .


يطرح الكاتب أمامنا مالا يقل عن عشرون نوعا ً من أنواع الخوف والذي من بينهم :
الخوف من التغيير "ماذا يعني الخروج من دائرة الراحة " ، الخوف من الشيخوخة ، الخوف عند الأطفال ، الخوف من التحرش الجنسي ، الخوف من العنوسة ، الخوف من فقدان الانوثة ، الخوف من العجز الجنسي ، الخوف من الحسد ، الخوف من اتخاذ القرار ، الخوف من الفشل ، الخوف من الرفض ، ........................ .


من الكلمات التي أصبحت تتردد كثيرا ًكلمة " فوبيا " ولكن ما هي الفوبيا ؟؟ فيقول" لكل منا مخاوفه التي قد تسيطر عليه بدرجات متفاوته ، ولكن إذا زادت درجة الخوف لتصل إلى حد الرعب المرضي فهذا هو ما نطلق عليه اسم "فوبيا" . والمثير للدهشة أن أنواع الفوبيا متباينة في مسبباتها ولكل منها اسمها الخاص بها ، ومن أنواع الفوبيا : فوبيا الشباب ، فوبيا النوم ، فوبيا القئ ، فوبيا العمل ، فوبيا الألون ، فوبيا المرايا ، ........... . ثم ينتقل بنا الكاتب إلى تناول الخوف من الناحية العلمية فيشير إلى التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التي تحدث للجسم عندما نخاف ...... .
ويتناول الأجابة عن التساؤل القائل : هل هناك نوع معين من الشخصيات أكثر عرضة للأصابة بالخوف المرضي أكثر من غيره ؟ وذلك خلال الجزء الخاص بالشخصية القلقة .
هناك تمييز واضح يشير إليه الكاتب وهو : الفرق بين الخوف والقلق ؟ فيقول : " الإحساس بالخوف والقلق هو رد فعل طبيعي وله فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان ، ولكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافا ًكبيرا ًعن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين . فأمراض القلق هي أمراض يختص الأطباء النفسيون بعلاجها لأنها ليست طبيعية ولا مفيدة .


ومن أعراض القلق المرضي التي يتناولها الكاتب :
ــ مرض الخوف الحاد (الذعر)
ــ مرض الرهاب (الخوف غير المبرر)
ــ مرض الوسواس القهري


ولكن هل هناك أمل في التخلص من هذا الخوف المرضي ، يقول الكاتب : "أحاول هنا أن أقدم بعض الطرق للسيطرة على هذه المخاوف ، إذ أن علاج المخاوف كما يقول الكثيرون هو أن نواجهها لا أن نستسلم لها . لأنه كلما استسلم الإنسان للخوف ، كلما تملك منه وزادت حدته وزادت أيضاً صعوبة الشفاء منه . إذن كيف نواجه تلك المخاوف ؟
ــ حدد مخاوفك
ــ غير تفكيرك
ــ غير مواقفك
ــ غير لغتك
ــ تعلم فن المواجهة
ــ حرر جسدك


وفي ختام " كتاب خايف من إيه ؟ " يقدم الكاتب لك أيها القارئ العزيز العلاج النهائي للخوف المرضي فيقول :" لا تسمح للخوف أن يهزم حياتك حتى تفقد السلام والاستقرار ، ولا تجعل الرعب والخوف يتحكم في حياتك ، فإن كنت قد فقدت بعض الأشياء في الماضي بسبب الخوف ، فما عليك الآن إلا أن تتعامل مع الخوف ولا تهرب بل تهزمه حتى تتحرر منه ، صدقني يمكنك أن تحيا حرا ًمن الخوف . وكيف ذلك ؟؟؟؟


تعالى إلى الله بمخاوفك ، فهو وحده القادر أن يتعامل مع كل ما يواجهنا في هذه الحياة ويخيفنا . فلم يقل الكتاب المقدس "لا ترتعدوا" أو "لا ترتجفوا" بل قال "لا ترهبوا" ... وهناك فرق كبير ، فمعنى لا ترهب أي لا تهرب أو لا تجري هاربا ًبل هاجم ذلك العدو ـ الخوف ـ كلما هاجمك بأن تجري إلى الله طالبا ًالمعونة وستجد أنه بعد أن تواجه ما كان يخيفك العدو به ، أنه لم يكن بالسوء الذي كنت تظنه وكما صوره لك ذلك العدو قبل أن تعمله وأنه لم يكن يستحق منك كل هذا الخوف .


وأخيراً دعني أذكرك بحقيقة هامة تضيع منك عندما تخاف . فبالرغم من معرفتك أن الله يحبك ، إلا أنك لا تزال تشعر بالخوف . فإن كان الأمر كذلك ، فأمامك الأن الفرصة لتعرف وتختبر الكثير عن محبة الله لك ، ذلك لأن المحبة الكاملة ـ التي لك من الله ـ تطرح الخوف إلى خارج ثق .... الله يحبك ... فهل لازلت تخاف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للتحميل والقراءة   
 
خايف من إيه
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.