المشورة

عندما تتزايد الضغوط وتتكاثر المشاكل ويشعر الإنسان بالحاجة لمن يقف إلى جواره يستمع إليه.... يفهمه.... يشاركه مشكلته ويُسدي له النصيحة المخلصة فربما تكون تلك النصيحة هي الشمعة التي تُنير الطريق وسط ظروف الحياة القاسية وظلمة الطريق فتُغير القرار فهذا ما نحاول تحقيقه من خلال سلسلة دراسات في المشورة.

انت هنا / المشورة / انتحار أم استشهاد؟

انتحار أم استشهاد؟

الكاتب: د/ مجدي يوسف
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

يعلن د / مجدي يوسف في كتابه " انتحار أم استشهاد؟ " عن رغبته أن يقدم من خلال هذه الدراسة وسيلة مساعدة لأي شخص تتزايد عليه الضغوط وتتكاثر المشاكل ويشعر بالحاجة لمن يقف إلى جواره ويستمع إليه ويُسدي له النصيحة المخلصة التي تساعده في تغيير قراره .


وفي مقدمة الكتاب يُظهر أن الانتحار فعل مذموم وغير مرغوب بل ومرفوض من الناحيتين الدينية والأجتماعية ، إذ أن جميع الأديان تُحرم الانتحار لسبب أنه قتل للنفس الإنسانية وهذه النفس خلقها الله وهي بالتالي ملك له وحده وهو صاحب الحق في أستعادتها وقت يشاء ، أما أجتماعيآ فيُنظر إلى الانتحار على أنه تعبير عن ضعف إرادة المنتحر وعجزه عن مواجهة صعوبات الحياة .


ويرى أن فعل الانتحار ينطوي على سمتين أساسيتين من سمات الإنسان وهما الإرادة والحرية فالمنتحر يمارس فعلآ إراديآ تامآ بأنتحاره بل لعله أكثر الأفعال الإنسانية " إرادية " بأعتباره إنهاء للحياة . ولكن ما يثيرالتعجب أن الانتحارليس ظاهرة إنسانية فقط لكنه ظاهرة حيوانية أيضاً فهل تُقدم الحيوانات إلى الانتحار؟هذاما يوضحه الكاتب في مقدمة الكتاب.
ويقع كتاب " انتحار أم استشهاد ؟" في161 صفحة من القطع المتوسط وينقسم إلى أحد عشر فصلآ .


ففي الفصل الأول نجد الكاتب يتطرق إلى عرض الكثير من الإحصائيات بشأن توزيع نسب الانتحار في العالم , والسؤال : هل قرأت من قبل إحصاءات لنسبة المنتحرين ؟؟ فإذا فعلت ذلك فسوف تفاجأ من الأرقام المرعبة لعدد الحالات التي تُقدم إلى الانتحار كل دقيقة على مستوى العالم ، وأهم العوامل التي تؤدي للانتحار .


ويقدم الفصل الثاني تعريفآ لظاهرة الانتحار :ــ
فهناك تعريف موضوعي وهناك تعريف حسب المفاهيم النفسية
ــ التعريف الموضوعي : الانتحار قرار يأخذه شخص من اجل إنهاء حياته .
ـ التعريف النفسي : هو نوع من العقاب الذاتي أو الإنتقام من الذات .


ويُجيب الكاتب عن كثير من التسأولات الهامة حول ظاهرة الانتحار وهى:ــ الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء للانتحار؟؟ وكيف يمكن تفادي مثل هذه المأساة؟؟ وهل هناك صفات معينة تميز من يقبلون إلى الانتحار؟؟


أما الفصل الثالث والرابع فيتناول أمثلة من الانتحار حول العالم وأشهر المنتحرين وأغربهم ومن بين أغرب قصص الانتحار نذكر : ــ
في مارس 1994 بين تقرير تشريح جثة أمريكي يدعى " رونالد أوبوس" أنه توفى من طلق ناري في الرأس بعد أن قفز من سطح مبنى مكون من عشرة طوابق في محاولة للانتحار تاركآ خلفه رسالة يُعرب فيها عن يأسه من حياته ، فأثناء سقوطه أصابته رصاصة انطلقت من إحدى نوافذ المبنى ولم يعلم المنتحر ومن أطلق النار عليه بوجود شبكة أمان بمستوى الطابق الثامن وضعها عمال الصيانة وكان سينجو من الموت لو لم تُطلق هذه الرصاصة ، ومع الفحص تبين أنها أطلقت من الطابق التاسع وكان يسكن هذه الشقة زوجين ، ولقد أشتهرا بين الجيران بكثرة الشجار ووقت وقوع الحادث كان الزوج يهدد زوجته بإطلاق الرصاص عليها إن لم تصمت، وفي هياج شديد ضغط على الزناد فأنطلقت الرصاصة من المسدس ولكنها لم تصب الزوجة بل خرجت من النافذة لحظة مرور جسد رونالد فأصابته في رأسه وقتلته ، وبهذا يكون الرجل هو القاتل ولكن الغريب أنه أصر على أن المسدس دائمآ يكون خالٍ من القذائف وبينت التحقيقات أن أحد الجيران قد شاهد منذ بضع أسابيع ابن الرجل يقوم بحشو المسدس بالرصاص ، فلقد تآمر الولد الإبن على والديه وهو عالم بما دأب عليه أبوه من عادة تهديد أمه بالقتل فإذا نفذ تهديده فسيتخلص من أبوه وأمه بضربة واحدة ، وهنا تحولت تهمة القتل إلى الابن وبذلك كان القاتل والمنتحر هو" رونالد أوبوس" لأنه هو نفسه ابن الرجل الذي أطلق الرصاصة .


وفي الفصل الخامس يتطرق د/مجدي إلى تناول أنواع الانتحار فليس الانتحار الفردي هو النوع الوحيد للانتحار فهناك الانتحار الجماعي ويتم وفق هيئات وجماعات منها : طائفة الوصايا العشر، طائفة معبد الشمس ، جماعة محبي الموت. وهناك الانتحار المصيري المقصود ، الانتحار الواعي من أجل الهدف ....وغيرهم من الأنواع التي يذكرها الكاتب ويشرحها بأستفاضة .


وفي الفصل السادس والسابع يتناول الكاتب دور الوراثة والبيئة في ظاهرة الانتحار ، وموقف القوانين الوضعية من المنتحر، ويطرح الكاتب إشكالية حول هل لأي إنسان الحق في قتل نفسه ؟ وهل هي جناية أم جنحة أم لا يمكن اعتبارها جريمة تستحق العقوبة ؟ وهل للمنتحر حقوق مدنية أو شرعية ؟


ويتطرق الكاتب في الفصل الثامن إلى إلقاء الضوء على حدث مُعاصر نعيشه في مجتمعاتنا العربيةوهو منتحرون يشعلون الثورات، فهناك مفارقة غريبة انتهت إليها تداعيات " الثورة التونيسية " ضد تغيير الحاكم والانتفاضة على الفساد في باقي الدول العربية ، ففي الوقت الذي خرجت فيه المظاهرات ترحيبآ بقدرة المواطن التونسي على تغيير واقعه العام وتنديدآ بغلاء الأسعار ، تكررت حوادث انتحار المواطنين في دول أخرى ألهمهم الشاب التونسي " بوعزيزي" للأعلان عن رفضهم للواقع .


والسؤال : هل حوادث إشعال النار بالنفس من أنواع الانتحار أم أنها قضية وطنية وفعلآ فدائيآ ؟ وهل يمكن أعتبار بوعزيزي منتحر أم شهيد أم فدائي؟


وفي تناول الكاتب لظاهرة الانتحارلم يغفل عن تناول ظاهرة الاستشهاد وهو موضوع الفصل التاسع وفي البداية يقدم المعنى اللغوي للاستشهاد " الاستشهاد مشتق من الشهادة فأستشهد بمعنى سُئل للشهادة والشهادة هنا عن الإيمان الذي يدين به الإنسان .


ونجد الاستشهاد في الأديان السماوية : ففي المسيحية كان الأضطهاد مرتبطآ بالمسيحية ويسير جنبآ إلى جنب معها ويُجيب الكاتب عن التساؤلات الأتية :.
لماذا يكون هناك استشهاد ولماذا الاضطهاد ؟ لماذا اضطهدت الدولة الرومانية المسيحية ؟ وما هى حلاقات الاضطهاد العشر؟ماهى دوافع الاستشهاد فى المسيحية؟ وهل يوجد فى الكتاب المقدس ما يبيح او يحرم الانتحار ؟


أما موضوع الفصل العاشر وهو الاستشهاد الجهادى فى الاسلام فبقدر ما يحمل فعل الاستشهاد او معنى الشهادة بذاتة فى المفهوم الاسلامى صورة العطاء الاكمل والبذل الاسمى فانه يحمل فى واقعنا المعاصر ارباكاً وتشويشاً وذعراً وفى اكثر الاحيان إدانة وتجريم الأمر الذى دفع النخب الدينية وعلماء الدين إلى التشدد فى شروطة والتبرؤ من فوضى أو عبثية ممارستة والملاحظ هنا أن الفاظ الشهادة لم ترد فى القرآن بمعنى القتل فى سبيل الله بل بمعناها اللغوي ويقول العلامة الطباطبانى صاحب تفسير الميزان" الشهداء شهداء الاعمال "اما لفظ الشهداء بمعنى القتلى في المعركة فلا يرد بهذا المعنى في القرآن وإنما هو من الالفاظ المستحدثة الإسلامية


ويتطرق الكاتب الى حكم العمليات الاستشهادية فى الإسلام :ــ
بين مؤيدين للعمليات الاستشهادية وأخرين معارضين وحُجج الجانبين فى ذلك .
ويختتم الكاتب هذة الدراسة بتناول أوجة الشبة والأختلاف بين أكثر القضايا إثارةللجدل والتساؤلات في الوقت الحاضر هل ما يحدث انتحار أم استشهاد ؟؟؟

للتحميل والقراءة   
 
انتحار أم استشهاد؟
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.