مفاهيم كتابية

لاشك أننا كثيراً ما نتخبط في حياتنا الروحية لمفاهيم خاطئة تكونت في أذهاننا ولذلك نسعى من خلال سلسلة مفاهيم كتابية طرح المفاهيم الروحية بصورة كتابية معاصرة عربية تتخذ من الحق الكتابي قاعدة لها.

انت هنا / مفاهيم كتابية / عودة المسيح ثانية ودينونة العالم

عودة المسيح ثانية ودينونة العالم

الكاتب: القس نصر الله زكريا
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

في كتاب " عودة المسيح ثانية ودينونة العالم"يوضح الكاتب القس نصرالله أننا فى تناولنا لهذا الموضوع أمام طريق محفوف باللبس ومن أكثر المواضيع التي ثار حولها كثير من الجدل والنقاش فهي الحقيقة الثابتة التي أكدت وأتفقت عليها جميع الأديان الشرقية هي حتمية عودة المسيح ثانية عند نهاية العالم لدينونته .


وفي هذا الصدد يتناول الكاتب العديد من جوانب هذا الموضوع التي تساعدنا في فهم بعض الحقائق والمفاهيم الكتابية من خلال فصول الكتاب والتي يبلغ عددها ثلاثة عشر فصلآ .


ففي الفصل الأول " عقيدة عودة المسيح ثانية في المفهوم المسيحي " يتناول الكاتب ما جاء عن هذه العقيدة في العهد الجديد ولكنه يرى أن من الغريب أننا نجد أن العهد الجديد وهو يتعرض لأمر مجئ المسيح لا يقصد دائمآ أن يشير إلى " المجئ الثاني للمسيح " لكنه بصورة أشمل يؤكد على عدة صور من المجئ الخاص بالمسيح ويستخدم العهد الجديدأربع كلمات لها دلالتها الخاصة التي تفسر لنا أنواع هذا المجئ:
ــ حضور ــ استعلان ــ ظهور ــ السيد آت


أما الفصل الثاني وهو يحمل عنوان "حقيقة عودة المسيح ثانية" نجد الكاتب يذكرالكثير من الشهادات التي تؤكد عودة المسيح ثانية نذكر منها : ــ
ــ أقوال السيد المسيح"وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان اتياً على سحاب السماء بقوة" مت24 : 30
ــ أقوال التلاميذ والرسل " ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذى لا يبلى" 1بط 5 : 4
ــ والملائكة شهدت عن هذا المجئ" أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلي السماء ؟إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" أعمال الرسل 1 :11.


والجدير بالذكر ان العهد القديم ذكر حقيقة وملابسات المجئ الأول فتنبأ الأنبياء بميلاد المخلص ومكان ولادته وصلبه وقيامته ولا يوجد من يتصفح العهد الجديد إلا ويرى كيف تحققت هذه النبوات كلها والتي قد كتُبت قبل مئات وآلاف السنين من مجئ المسيح ، ومن هذه القاعدة حيث صدق كلام الله وإتمام تحقيقه تولدت يقينية مجئ المسيح ثانية .


ونتيجة لهذا اليقين بمجئ المسيح ثانية من خلال الشهادات والأدلة السابقة يكون من الطبيعي أن نتسأل عن "طبيعة العودة الثانية للمسيح " وهو موضوع الفصل الثالث ويُجيب القس نصر الله أنه من خلال قراءتنا للعهد الجديد يمكن أن ندرك طبيعة هذا المجئ من حيث أنه :
ـ شخصي ومنظور ـ فجأة وعلي غير توقع ـ سيأتي في مجد وقوة


وانطلاقاً من حقيقة ويقينية المجئ الثاني للمسيح وطبيعة هذا المجئ تحظى عقيدة المجئ الثاني للسيد المسيح فى الكنيسة على أختلاف مذاهبها بأهمية خاصة ويسرد لنا الكاتب في الفصل الرابع" عودة المسيح ثانية وأهميتها كعقيدة مسيحية" الكثير من الأعتبارات التي تعطي لهذه العقيدة هذا القدر من الأهمية .


أما الفصل الخامس وهو بعنوان"التوظيف الصهيونى لعقيدةالعودةالثانية للمسيح " نجد الكاتب هنا يتطرق إلى قضية شائكة متناولاً جوانب عدة نذكرمنها : أختراق الحركة الصهيونية المفهوم المسيحي من خلال هذه العقيدة بمحاولة ربط عقيدة المجئ الثاني للمسيح مع عقيدة مجئ المسيا المنتظر في المفهوم اليهودي وتكوين حركات ومؤتمرات تُسمى بأسماء مسيحية صهيونية مشتركة ، مثل " حركة المسيحية الصهيونية ، هيئة السفارة المسيحية .....وغيرها ". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو المحرك والدافع لذلك؟ وما الغاية التي تبتغيها الصهيونية من وراء ذلك ؟ والأجابة يطرحها الكاتب في هذا الفصل بأستفاضة ؟


ثم يعود بنا الكاتب إلى مجئ المسيح ثانية عارضاً لكثير من الجوانب الهامة في قضيتنا ، ففي الفصل السادس الذي يحمل عنوان " موعد المجئ الثاني للمسيح ، وهل من علامات خاصة بهذا المجئ ؟ "نستطيع أن نفهم فقط من عنوان الفصل أنه يتناول قضية تثير التساؤلات فى أذهان الكثيرين وهي موعد المجئ الثاني للمسيح فتوجد الكثير من الأجتهادات البشرية لتحديد موعد المجئ الثاني للمسيح وفى هذا الفصل يقدم لنا القس نصر الله الكثير من المحاولات لحساب زمن مجئ المسيح ثانية نذكر منها:ــ


جماعة شهود يهوة " تشارلز تار رسل وخليفته جوزيف فرانكلين " ثم " لي جانج ريم" ولكن رغم كل محاولات هؤلاء وغيرهم نجدالمسيح قد حسم قضية موعد مجيئه بالقول أن هذا الوقت غير معلوم لأحد ، ثم يعرض الكاتب الكثير من علامات المجئ الثاني .


وفي الفصل السابع " إسرائيل في الكتاب المقدس والمفهوم المسيحي " يروي القس نصر الله قصة شعب إسرائيل منذ عهد الله مع أبراهيم ونزول يعقوب إلى مصر ثم الخروج وتلقي الوصايا في البرية والعهد بين الله وشعب إسرائيل والسؤال هل شعب إسرائيل الأن هو شعب الله الوحيد المختار؟ وهل سيتجمع اليهود من أنحاء العالم ليمتلكوا أرض الموعد ؟ وهل هناك ما يُسمى بأرض الموعد ؟ هذه التساؤلات يطرحها الكاتب في الفصل الثامن " قراءة مسيحية لمفاهيم مختلف عليها" مجاوباً عليها ومتناولاً بعض المفاهيم التي عدم فهمها بشكل صحيح تؤدي لتفسيرات مغلوطة منها : ــ إسرائيل الاختيار والعهد ــ أرض الموعد ، ونسل إبراهيم
ــ الملكوت والمسيح


أما الفصل التاسع فيطرح فيه الكاتب تساؤل هام قد توافقه وقد تختلف معه بحسب تفسير النبؤات التي تتعلق بهذا الصدد وهو :ــ
" هل قيام دولة إسرائيل علامة عن قرب المجئ الثاني للمسيح ؟ "


ولا يجب أن يغيب عن أذهاننا أننا نتناول موضوعاً إسخاتولوجياً مستقبلياً بحتاً لذلك تعددت المدارس الفكرية واللاهوتية في تناولها لعقيدة المجئ الثاني للمسيح والغريب في الأمر أن كل طائفة " فرقة " من الطوائف المسيحية المختلفة تُفسر الأمور المتعلقة بالمستقبل وخاصة المجئ الثاني للمسيح بطريقة تختلف عن الأخرى. والحقيقة التي يجب آلا تغيب عن أذهاننا هي أن الأختلافات في هذا الموضوع لا تمس جوهر حقيقة مجئ المسيح ثانية وإنما تتعلق بالتفاصيل المصاحبة لهذا الحدث .


لذلك يقدم لنا القس نصر الله عرضاً مفصلاً لكل هذه المدارس وهو موضوع الفصل العاشر " أهم الاختلافات والمدارس اللاهوتية "


اولاً : مدرسة التفسير الحرفي
وينقسم معتنقوا مدرسة التفسير الحرفي إلي فريقين :ـ
1. الفريق الأول ويُطلق عليه " سابقوا الألف سنة " وهم ينادون بأن مجئ المسيح ثانية لابد وأن يسبق فترة الملك الألفي التي سيحكم فيها المسيح الأرض لمدة ألف سنة حرفية .
2. الفريق الثاني ويطلق عليه " لاحقوا الألف سنة " ويؤمن أن مجئ المسيح ثانية سيكون بعد فترة إنتهاء الملك الألفي ، ولكن هذا الفريق يكاد يكون قد
انتهى لما وجده أتباعه من صعوبة في تحديد بداية الألف سنة.


ثانيآ: مدرسة التفسير الروحي
ويعرض الكاتب أهم ملامح وتفسيرات أصحاب هذه المدارس موضحاً رؤيتة كلاً منهما لأحداث المجئ الثاني للمسيح .
ثم يأتي الفصل الحادي عشر والذي يحمل عنوان " حوار وتساؤلات " عارضاً الكاتب من خلاله حوار هادئ جمع بين أكثر من شخصية تنتمي لمدرسة تفسيرية مختلفة وقام كل شخص بالتعبير عن مدرسته التفسيرية مقدماً الأدلة والبراهين التي تؤكد صحة أراءه ، وعلى القارئ الرجوع للكتاب لقراءة تلك الأراء وأختيار أي من هذه المدارس قدمت أدلة وبراهين يقبلها العقل وتتوافق مع نبوات الكتاب المقدس .


ويشير القس نصر الله في الفصل الثاني عشر إلى نقطة جديرة بالأهتمام وهي : أنه منذ بدء الكنيسة في القرن الأول كان المؤمنون ينتظرون وقوع المجئ الثاني للمسيح في أيامهم ولكنه لم يأت ِ وحتى يومنا هذا " فكيف نجني ثمر تأني السيد المسيح في مجيئه ؟" يوضح الكاتب أن الكتاب المقدس يقدم لنا بعض الأمور التي تساعدنا ومنها : ــ السهر والاستعداد ــ الصبر والثقة ــ رعاية القطيع
ــ الاتجار بالوزنات ــ الحث على الخدمة المسيحية
ويختتم القس نصر الله بقوله " عندما يتناول الباحث بحيادية وموضوعية , موضوعاً إسخاتولوجياً ، وسط خضم من المدارس الفكرية والتفسيرية المختلفة ،لا يجد إلا أن يبحث في نور التعليم الكتابي ليسترشد به .ثم يعرض عدة حقائق كتابية تكون بمثابة طريق آمن ، وصحيح لتعليم هذه العقيدة الهامة جداً.

للتحميل والقراءة   
 
عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.