قضايا معاصرة

لقد تطرق الكتاب المقدس لكافة الجوانب المتعلقة بحياتنا الروحية وعلاقتنا بالله، ولكنه لم يغفل أيضاً عن التطرق للقضايا الصعبة التي تواجهنا في حياتنا المعاصرة فهو كتاب لكل زمان لذلك فكلما ظهرت قضية على السطح نجد فكر الكتاب واضح فيها وعلى هذا الأساس تتناول سلسلة كتب قضايا معاصرة قضايا كالطلاق والإجهاض والموت والإدمان....على أساس كتابي.

انت هنا / قضايا معاصرة / الزواج في المسيحية

الزواج في المسيحية

الكاتب: القس نصر الله زكريا
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

يُعد الزواج من أقدم الأنظمة التي رتبها الله للإنسان حتى قبل ظهور الحكومات والمؤسسات وكافة الأنظمة الأخرى . فقد تأسس نظام الزواج يوم خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى في الجنة ، فأبدع الله في خلقهما ثم كلفهما قائلاً : " أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض " . لذلك فالمجتمعات التي تخلو من الزواج تُعد نادرة .
ولأن الله هو أول من شرع وأسس الزواج ، فيمكننا القول بأن الزواج عمل إلهي ، والأسرة مؤسسة الله ، وهي ملك له ، وحينما يدعو الله الإنسان للزواج ، فهو يريد أن يباركه ، فالزواج مصدر بركة ، أو يمكنه أن يكون كذلك للرجل والمرأة اللذين يدخلان فيه ، لأن البركة الحقيقية تأتي نتيجة طبيعية لإتمام مقاصد الله .


وفي الزواج يختبر الإنسان الحرية الحقيقية ، حيث تتحقق الحرية في الصيرورة وفقاً لإرادة الله ، والتمتع بالإمكانيات والنعم التي جاد بها على الإنسان ، ومنها الزواج ، وحين يكون روح الله هو السيد على حياتنا يصبح زواجنا مكاناً للحرية الحقيقية ، يقول الكتاب " وحيث روح الرب هناك حرية " (2 كورنثوس 3 : 17 ) .


وخلال كتاب الزواج في المسيحية للقس/ نصرالله زكريا يتناول المؤلف موضوع الزواج في المسيحية من وجهة نظر مسيحية كتابية في الزواج ، ولأن هذا الموضوع مرتبط بموضوعات أخرى كالجنس وقيمة المرأة فكان من الضروري أيضاً أن يتطرق الكاتب لهذه الموضوعات حتى يقدم دراسة كاملة وشاملة لكافة جوانب الموضوع.

ونجد الكتاب مُقسم لثلاث جوانب رئيسية وهي كالتالي:


الجزء الأول: المرأة في المسيحية :
أولاً : المرأة في فكر ومفهوم وتعاليم المسيح
يمكننا أن نلحظ بسهولة نظرة المسيح للمرأة ككيان متكامل ، جسداً ونفساً وروحاً .
ــ قدس المسيح المرأة في علاقته بالعذراء
ــ عامل المسيح المرأة كإنسان كامل الإنسانية
ــ حرر المسيح المرأة من سلطة الرجل وساوى بينهما
ــ منح المسيح للمرأة حق التعلم والتلمذة وقدّر إيمانها
ــ قبل المسيح إنفاق المرأة على خدمته وتمويلها
ــ أعطى المسيح المرأة مسؤولية البشارة


ثانياً : المرأة في فكر ومفهوم التلاميذ والرسل


ثالثاً : المرأة في فكر بولس الرسول


رابعاً : المرأة في فكر الآباء والتاريخ الكنسي


الجزء الثاني: الجنس في المسيحية
الكتاب المقدس والجنس
وتُستمد النظرة المسيحية للجنس مما جاء في سفر التكوين حيث نرى الإنسان مخلوقاً على صورة الله ، وأن الله اختار في خلقه للإنسان أن يكون ثنائي الجنس ، ذكراً وأنثى خلقهم ، وبعدما باركهم أوصاهم قائلاً : " أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض .. ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً " (تكوين 1 : 28 ) ، إن الذكورة والأنوثة تدبير إلهي ليكون الإنسان جنسين متميزين ، يُكمل أحدهما الآخر ، ومن هنا ترى المسيحية أن الجنس مقدس وطاهر وهو غريزة أوجدها الله في الإنسان وهو وظيفة بيولوجية طبيعية ، ترتقي إلى أسمى صورها ومعانيها عند الإنسان ، فالرغبة الجنسية تدعو الإنسان إلى الارتباط والإتحاد فيبعد أو يقلل الشعور بالعزلة والوحدة ، ولقد كانت إرادة الله أن لا يبقى الرجل وحيداً وبالتالي لم يرد أن تبقى المرأة وحيدة فصنع الله حواء لتكون معينة لأدم ومن خلال هذه الثنائية وهذا الإتحاد اختبرامعجزة إنشاء حياة جديدة من خلال التكاثر ، وهي صورة من صور الخلود .
وفي إطار تناول الكاتب لموضوع الجنس في المسيحية نجده يتطرق للجوانب الآتية:


الكتاب المقدس وأطر ممارسة الجنس
موقف الكتاب المقدس من الشذوذ الجنسي
الجنس في مفهوم الكنيسة
أفكار خاطئة حول الجنس
سلوكيات مسيحية في ممارسة الجنس


الجزء الثالث: الزواج في المسيحية
إن القاعدة في الفكر المسيحي هي الزواج ، وعدم الزواج هو الاستثناء وقد كان عدم الزواج مرفوضاً ومنبوذاً في اليهودية حيث يحقق الزواج قصد الله للإنسان ، وخطته للبشرية جمعاء .
من هذا المنطلق ترى المسيحية أن الزواج لابد وأن يحقق الرؤية الكتابية ، حيث يقول الكتاب المقدس : لذلك " يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً " ولأهمية هذه الفكرة فقد تكررت هذه الكلمات عبر الكتاب المقدس أربع مرات ( تكوين 2 : 24 ، متى 19 : 5 ، مرقس 10 : 7 ، أفسس 5 : 31 ) ، ومن هذه الكلمات الكتابية تأتي الصورة الصحيحة للزواج في المفهوم المسيحي ، حيث لابد لأي زواج أن يحقق الأفعال الثلاثة المذكورة في هذه الآيات ، وهي الترك ، ثم الالتصاق ، وأخيراً الوحدة الكاملة .


وعلى هذا الأساس نقول أن الزواج في مفهوم الكتاب المقدس هو :
ــ الزواج خطة وقصد الله للإنسان .
ــ الزواج مقدس وشريف وطاهر .
ــ الزواج لا العزوبة هو الأساس .
ــ الزواج وُجد ليبقى .
ــ الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة .


الزواج المسيحي في المفهوم اللاهوتي " عهد الزواج "
الزواج في المسيحية هو عهد ارتباط بين رجل واحد وامرأة واحدة ، والله نفسه هو الشاهد على هذا العهد ، ومن جهة أخرى فإن الرجل والمرأة اللذان دخلا معاً في عهد الزواج ، يكونان طرفاً في علاقة عهد مع الله ، فالله في المسيحية شاهد على عهد الزواج ، وفي ذات الوقت طرف فيه.


وفي هذا السياق يتناول الكاتب الجوانب التالية :
الزواج المسيحي في المفهوم التشريعي للطوائف المسيحية المختلفة
أولاً : الزواج في شريعة الأقباط الأرثوذكسي
ثانياً : الزواج في شريعة الأقباط الكاثوليك
ثالثاً : الزواج في شريعة الأقباط الإنجيليين
الموقف المسيحي من الزواج العرفي
اختيار شريك الحياة
هل من مهر في المسيحية ؟
موقف المسيحية من تعدد الزوجات وشريعة الزوجة الواحدة
هل من طلاق في الزواج المسيحي ؟
الموقف المسيحي من الزواج المختلط


ويختتم الكاتب حديثه عن الزواج في المسيحية فيقول تبقى الدعوة مفتوحة لكل من يريد أن يحيا في زواجه سعيداً متمعاً بكل ما جاد به الله للزواج والأسرة من استقرار والحياة وفق قصده وخطته، أن يخبرا معاً ـــ كزوج وزوجة ــــ حياة المسيح في قلب كل منهما، فيسود المسيح على تلك الأسرة، متخطياً بها كل التحديات والصعوبات التي يمكن أن تواجهها، وهذا الأمر ليس بالصعب بل بالصلاة وطلب سيادة المسيح على الحياة، وتسليم الحياة له بكاملها، وإتاحة المجال لسيادة روح الله القدوس، حينها فقط تُصبح الحياة الزوجية جزءاً من جنة الله التي أراد للإنسان أن يعيشها.

للتحميل والقراءة   
 
الزواج في المسيحية
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.